هذه المدونة

هذه المدونة لشاب مصري عربي مسلم ، بدأها قبل ان يتجاوز العشرين من عمره.يناقش فيها اخطاء الترجمة الشاملبيونية وتوابعها والابحاث المطروحة لترجمة جديدة نقية وصحيحة للغة المصرية القديمة التي تحاول المدرسة الفرنسية والانجليزية فصلها عن جيرانها العرب بينما تؤكد المدرسة الالمانية علاقتها بهم.كما تؤكد الاحداث والعقول ذلك ايضا. هذه المدونة لنعرف هل كان المصريون قوما ملحدين ام موحدين

هل تتصور ذلك

بدت المسألة وكأنها حقيقة ثابتة حضارة مصر الفرعونية التي ظهرت وازدهرت في وادي النيل منذ الاف السنين كانت حضارة لا صلة لها بما جاورها عن شمال ويمين تلك المدنية العظيمة مفخرة الشرق والانسانية جمعاء لم تكن لها علاقة في جذورها وفروعها ولا علومها وفنونها وادابها ولا في نظم حكمها وتاريخها الطويل المديد بالاقوام المحيطة بها

ماذا عن العلماء العرب؟


.لا نضيف جديدا إذا قلنا ان الباحثين العرب لم يكونوا سوى تلاميذ للعملاء الأجانب في مجال الدراسات المصرية
هذه حقيقة بينة بذاتها، ومن الطبيعي ان يتبع التلميذ خطى الاستاذ ،الا في القليل النادر
وقد غطت الفكرة القائلة بانفصال مصر عما جاورها أغلب الدراسات والبحوث
ولم أجد من جرد نفسه للربط بين اللغة المصرية والعربية في بحث كامل سوى تلك البداية الجريئة والموئودة أيضا

على يد "أحمد كمال" الذي سيجد القارئ حديثا عنه في المقالات القادمة
ثم أذكر محاولة اخرى للاستاذ الدكتور عبد العزيز صالح في كتاب(حضارة مصر القديمة وآثارها ) في فصل قصير
عقده بعنوان "مصر القديمة بين جيرانها في الجنس واللغة" ص12-29
استعرض فيه مذاهب علماء المصريات في صلة اللغة المصرية بالسامية من جهة
والحامية من جهة أخرىوقدم بعض ألفاظ مقارنة بالعربية وأخواتها الساميات
واخرى مقارنة بالليبية واخواتها الحاميات - كما يقول -
واذا كان الاستاذ اشار الى وحدة اللغات السامية والحامية وانبثاقها من جذع واحد
نسميه نحن العروبية
فهو لم يلتفت الى عروبية اللغة الليبية المقارن بها
لوم يقدم المكافئ العربي لها جميعها
وهو امر من السهل تقديمه
ولكن عذر الاستاذ الباحث ان كتابه لم يكن للحديث عن اللغة ، بل كان مكرسا
للنظر في نشأة الحضارة المصرية الأولى
ثم تطورها التاريخي
مع تحليلات موسعة عن المصريين الأوائل
حتى بداية الالف الثانية قبل الميلاد
والملاحظ في هذا الكتاب القيم
ان الدكتور عبد العزيز صالح كان حائرا بين ما يحس به شخصيامن علاقة اللغة المصرية بالعربية
وما يراه في المراجع التي استعان به من اتجاه فصلي مسيطر


كتاب آخر أذكره هنا للأستاذ محمد عزة دروزة  بعنوان " عروبة مصر في القديم والحديث .. او قبل الاسلام وبعده "
ولا بد أن نحمد للأستاذ دروزة غيرته العربية وحماسته القومية
وهو كتاب مكثف يحوى معلومات غزيرة كتبت بأسلوب حماسي مبعثه الاحساس بضرورة التصدي لأراجيف دعاة الاقليمية
الا انه لم يتكلم في مجال اللغة بشئ من التفصيل
ويبدو انه لم يقرأ في الدراسات المصرية بلغة غير العربية
فاكتفى بالقراءة والاستخلاص والسرد التاريخي مع ايراد اقوال العلماء بوحدة المصريين وجيرانهم من شرق وغرب
الا انه لم يتعرض لمقارنة لغوية قط

ولا اعلم في مجال اللغة من كتب بتفصيل عميق سوى الاستاذ "عبد المحسن بكير" الذي الف كتابا باللغة العربية
اسمه " قواعد اللغة المصرية في عصرها الذهبي" واخر بالانكليزية له عنوان مشابه
وقد روي عن الاستاذ بكير انه زاره احد اصدقائه في مرضه
واخذ يحكي له عن علاقة اللغة المصرية بالعربية
وان هناك دوافع استعمارية رهيبة وراء الفصل بينهم
وانه احس بهذا من استاذه غاردنر وسواه

وقد تكون هناك دراسات تفصيلية تنشر في الدوريات والمطبوعات المتخصصة باقلام عربية بيد انها لم تتبلور بعد في تيار واضح مدعم بالحجة والبرهان
فهي دراسات تقدم على استحياء وبتردد كبير
وقد يكون مثيرا للاستغراب ومبعثا للدهشة ان عددا كبيرا ممن قابلت من المهتمين بالمصريات في القاهرة واساتذة اخرين
كانوا "يحذرونني" من خطر السير في خط المقاربة بين المصرية والعربية
وكانو صادقين في تحذيرهم بل وضربو امثلة لما يقولون
فما مصدر هذا الخطر يا ترى؟
أإلى هذا الحد وصل الأمر؟
ومن صاحب المصلحة فيه؟
في ظني ان الاجابة تترك للقارئ الحصيف

0 التعليقات:

إرسال تعليق